منتديات حوار للطفولة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حوار للطفولة

منتديات حوار الطفولة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثقافة فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جروح الروح

جروح الروح


المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 22/08/2007
العمر : 31
الموقع : www.7war.c.la

ثقافة فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة فلسطين   ثقافة فلسطين Emptyالأربعاء أغسطس 22, 2007 1:40 pm

كيف تراجع المشهد الثقافي الفلسطيني؟

--------------------------------------------------------------------------------
بعد عشر سنوات على قيام سلطة أوسلو
كيف تراجع المشهد الثقافي الفلسطيني؟


بعد مرورعشر سنوات على قيام سلطة الحكم الذاتي، تعمّق مأزق الثقافة الفلسطينية في الداخل والخارج.. ودق معظم المثقفين ناقوس الخطر ضد الخمول الثقافي الإبداعي..
مشكلة الثقافة مع السلطة الفلسطينية هي مشكلة توجيه وتعليب سياسي قادته رموز السلطة والدوائر الإدارية والوظيفية، فباتت الثقافة سلعة وأداة ووظيفة بعد أن كانت ريادة وإبداعاً وتأليفاً.
السياسة والثقافة في المشروع الثقافي الفلسطيني لا ينفصلان.. لا ينفصلان مكاناً أو فكراً أو اتجاهاً.. وحيثما وُجد الفلسطيني كانت السياسة الثاني والثقافة على رأسهما (رأس المجتمع والسياسة).. وبقي الأمر كذلك منذ بداية الثورات الفلسطينية حتى العام 1982.. في كل تلك الفترة كانت إشكالية العلاقة بين السياسة والثقافة هي التلازم وأحياناً المواجهة، وفي الحالتين القيادة والريادة. وفي الحالتين كانت التواجد في الساحة نفسها بديهياً.
بعد العام 1982 وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وافتقاد القيادة الفلسطينية سلطتها التي كانت تمارسها في لبنان، فقدت معها السيطرة المعنوية على مجموع الجماهير الفلسطينية المتكتلة في لبنان.. لم تنتهج بعدها القيادة السياسية المنهج الذي اتبعته بعد خروجها من الأردن، والمنهج الذي اتبعته بعد كامب ديفيد؛ أي منهج التصعيد الشعبي والسياسي.
وكان من أهم نتائج الاجتياح الصهيوني للبنان وإخراج قيادة المنظمة منه، هو بداية الانكسار العلني في النهج السياسي لقيادة الشعب الفلسطيني (بعد أن كانت في مرحلة صعود وتصعيد متواصل منذ 1965 حتى 1982). في هذه المرحلة دخلت منظمة التحرير في مرحلة إنقاذ نفسها من مأزق ((فقدان السلطة والثقل)) عبر الخروج بأقل الخسائر الناتجة عن انعدام الوزن والموقف.
ولم يكن نتيجة ذلك سوى إحباط هذه القيادة لمعظم أصوات المعارضين لانتهاج المنظمة وقيادتها نهج ((المزارع والمحاصصات)). الأمر الذي أودى بحياة عدد من المثقفين في لندن ونيقوسيا وغيرهما. ودفع عدداً غير قليل منهم إلى اعتزال العمل القيادي الثقافي.
ويذكر المتابعون أن أعضاء اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين كانوا من كبار مفكري ومخططي وموجّهي ((المشروع الثوري الفلسطيني))، ومنهم ناجي علوش ومنير شفيق وحنا مقبل وغيرهم.
ودخلت الحالة الثقافية الفلسطينية في ((الخمول والغيبوبة))، وابتعد المثقفون عن ((المشروع الثقافي الفلسطيني)).
ومع انطلاقة الانتفاضة الأولى، انطلق المثقفون الفلسطينيون من جديد إلى إحياء حالة الأمل لديهم بالمشروع، حيث ردد البعض أن الانتفاضة ليست مشعلاً مضيئاً فحسب؛ بل هي الضوء الذي في آخر النفق إلى رحاب المشروع الفلسطيني. وكان من علامات هذه النهضة صعود بارز للشعر الوطني (الحماسي) مرة أخرى بعد غياب قسري دام خمس سنوات لصالح الشعر الندبي البكائي على الحالة الفلسطينية والوضع العربي والأفق القاتم.

...فصام الشخصية...

وهكذا فقد أشعلت الانتفاضةُ الكبرى الساحةَ الفلسطينية من جديد، غير أن الظروف والنكسات التي لحقت بالفلسطينيين، اتُخذت ذريعة لدى القيادة الفلسطينية لاختزال الحالة الثورية الفلسطينية وروح المقاومة التي بثتها الانتفاضة في الشعب في الداخل والشتات.. فكانت عملية التسوية في هذه المرحلة (1992-1994) اختزلت ((الواقعيةُ السياسية)) القضيةَ الفلسطينية، وحيّدت قادة المشروع الثقافي وصادرت الفكر والرأي، وعاكست من جديد اتجاهها مع المثقفين الفلسطينيين من ذوي الاستقلالية النسبية، فاصطدمت بهم.. وحدث الفصام في الشخصية الثقافية الفلسطينية وازدواج الرؤية.

...دخول السلطة...

بعد اتفاق أوسلو ودخول السلطة إلى قطاع غزة، لم يكن أحد من المثقفين راضياً عن هذه التسوية، غير أن القيادة الفلسطينية استطاعت جرّ عدد من المثقفين إلى مناصب إدارية (بعيداً عن الإبداع)، وأعطت الانطباع السائد عن الثقافة كإحدى قطع الجبن التي سهلت السلطة لرموزها ابتلاعها وتشكيل فريق ((ثقافي)) ليقود الوزارة التي ترأّسها –ويا للصدفة- ياسر عبد ربه. وقد أصبح وضع الوزارة الفاسد ودوائرها وإداراتها أثناء وجود السلطة مضرب مثل عند المثقفين الفلسطينيين في الداخل والخارج..
إزاء هذا الفصام والتباعد بين السلطة والمثقفين، وجدت السلطة نفسها أمام تحدي ((خلق)) تيار من المثقفين يقابل أولئك المثقفين الرواد والمخضرمين.. فبات الوضع يشبه مملكة أخرجت ملوكها وحكّمت موظفيها، وبات يمثل المثقفين موظفون وإداريون، وأُخرج المبدعون من دائرة الثقافة الرسمية الفلسطينية.
وهذا ما دعا القاص والصحافي الفلسطيني في غزة رجب أبو سرية لطرح قضية افتقاد المثقف لبوصلة المشروع الثقافي الوطني، وعدم تصدر النخبة الثقافية لعملية المراجعة الواجبة. حيث لفت إلى أنه بسبب أوسلو ارتبكت الثقافة الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي فتح الباب أمام ظهور ثقافة سلطوية تبريرية كرّست تبعية الثقافي للإداري المسؤول، وحوّلت المثقف من مبدع إلى موظف مرتزق، يفتقر إلى روح الثورة والنقد السياسي والمجتمعي في إطار المقاومة والمواجهة.
حتى المبدعون ابتعدوا عن قيادة المشروع الثقافي واعترف بذلك عدد منهم، فمحمود درويش صرح أكثر من مرة أنه كشاعر ومثقف لا يستطيع إلا أن يرفض اتفاق أوسلو، ولكنه في حياته اليومية الوظيفية (الواقعية) لا يستطيع إلا أن يقبل به من أجل استمرار الحياة (ولو من دون الثقافة ومشروعها)..
الشاعر أحمد دحبور؛ وهو مدير عام في وزارة الثقافة الفلسطينية، اتهم السلطة السياسية بالتراخي في تلبية المطالب الثقافية، حيث لا توجد –حتى الآن- مطبعة خاصة بوزارة الثقافة، ولا توجد قاعة معارض أو مسرح أو متحف وطني.. (حديث دحبور قبل افتتاح قصر الثقافة في رام الله، غير أن هذا القصر وراءه ما وراءه من القصص والفضائح ليست هذه العجالة مكانها).

...خنق الثقافة ...

بدا الأمر في قطاع غزة كأن السلطة تتعمد خنق الثقافة الفلسطينية، وتحسس المثقفون خطورة الأمر، وسعى بعضهم لتداركه عبر مؤتمرات وورش عمل استعانوا بما تبقى من مثقفين مخضرمين في وزارة الثقافة - ولعل هذا مما يحسب للدكتور زياد أبو عمرو (كوزير للثقافة في حكومة أبو مازن المستقيلة) – وعقد هؤلاء بالتنسيق والدعم من وزارة الثقافة ورشة عمل في مدينة غزة، ونوقشت فيها حالة الثقافة الفلسطينية في الماضي والحاضر، وما الذي يمكن فعله لتطويرها وإغنائها. وقد تناول النقاش أربعة محاور مهمة هي: الحالة الثقافية قبل قيام السلطة الوطنية وبعده، الثقافة الفلسطينية في الداخل والشتات ووراء الخط الأخضر، التشريعات القانونية المتصلة بالثقافة وصندوق التنمية الثقافية، والمهمات والتحديات والمهمات الراهنة أمام الثقافة الوطنية..
كما عقد في القاهرة مؤتمر شارك فيه عدد من المثقفين الفلسطينيين في الداخل والخارج حول ((المشروع الثقافي الفلسطيني – استراتيجيته المستقبلية))، حيث تعرض هذا المؤتمر لانتقادات عديدة وعنيفة أشهرها الرسالة التي نشرها في الصحف الروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور.. حول محاولة قولبة المشروع الثقافي الفلسطيني بما يتناسب مع المهمة التي جاءت من أجلها حكومة أبو مازن –آنذاك- والتي حظيت بدعم أمريكي ملحوظ من أجل ما سمي بإصلاحات تبدأ من النظام السياسي ولا تنتهي بالمناهج التعليمية.. غير أن هذا المؤتمر المذكور لم يخرج بنتائج جدية ملموسة.
ما يهمنا هنا أن نسجله هو أن المثقفين الفلسطينيين وعلى رأسهم د.زياد أبو عمرو تحسسوا –ولو متأخرين- خطورة غياب المشروع الثقافي الفلسطيني، فكانت هذه الورشة وهذا المؤتمر، بالإضافة إلى عدد من الكتب والأبحاث التي صدرت في الداخل والخارج تطرح هذه الإشكاليات الخطيرة كالكتاب النقدي ((قضايا الثقافة الفلسطينية)) لزكريا محمد..

...الثقافة والسلطة...

في إحدى مداخلات ورشة العمل المعقودة في غزة، لفت الناقد نبيل أبو علي؛ أستاذ النقد الأدبي في الجامعة الإسلامية في غزة، في مقارنة موجعة بين واقع الثقافة في ظل الاحتلال وواقعها في ظل السلطة، وخلص إلى أن المساحة التي كانت متاحة للثقافة والمثقف تحت الاحتلال تفوق –للأسف- الحرية المتاحة لهما في ظل الأوضاع الجديدة (السلطة).. حيث أكد أنه ((لم يكن يمضي أسبوع تحت الاحتلال دون أن نشاهد عرضاً مسرحياً لواحدة من فرق الهواة. كان لدينا كثير من المنابر، وكانت تجمع الناس بأعداد كبيرة)).. وعدد الناقد أبو علي مظاهر ابتعاد السلطة عن رعاية المثقفين، ورعاية الثقافة متسائلاً: لماذا لم تنجح صناعة السينما في حفظ الذاكرة وتسجيلها؟
ولعل هذا الواقع يشبه الواقع الأمني الذي حصل بعد دخول السلطة، حيث استطاعت السلطة وأجهزتها الأمنية أن تقوم بما لم تستطع (إسرائيل) القيام به أمنياً ضد المقاومة.
ولا يتوقف التقصير على المظاهر الثقافية، بل تعمق وتجذر بالتوازي مع ظاهرة الفساد في السلطة، والتي انعكست بشكل فاضح في أروقة وزارة الثقافة في السلطة. ولعل مصادرة ومسخ الكثير من المشاريع الثقافية المدعومة من الاتحاد الأوروبي أو الأونيسكو شاهد ودليل على هذا التغوّل الإداري ضد الإبداع الثقافي.

...فقدان البوصلة...
طالب ويطالب الكثير من الكتاب الفلسطينيين بتكريس خصوصية الأدب الفلسطيني عن الأدب العربي.. وذلك لما تتضمنه الشخصية والكيان والقضية الفلسطينية من عناصر ودوافع ومحفزات إنسانية تفسح له المجال أن يتصدر ريادة الأدب كما يتصدر ريادة السياسة والمقاومة.
غير أن هذه المطالب تنطوي في كثير من الأحيان على مقولة ((يا وحدنا)) التي طغت على الخطاب الفلسطيني في مرحلة السبعينات، وتسببت بكارثة وطنية في التسعينات أسفرت عن اتفاق أوسلو بعيداً عن التنسيق في المسار والمصير مع الدول العربية الأخرى التي تخوض غمار المفاوضات مع العدو.
وكان أبرز عامل دعا بعض الفلسطينيين إلى المطالبة بفصل قضيتهم عت القضايا العربية، هو عامل المقاومة والمدافعة والممانعة. ففي الوقت الذي كان الفلسطيني (مع بعض الدول القليلة) يقوم بالمقاومة، كانت معظم الدول العربية تجنح إلى خيار (الحل السلمي)! الأمر الذي دفع الفلسطيني أن يحمل مقاومته وحده ويفاصل القوى التي سماها آنذاك (الرجعية العربية).
وانسجاماً مع هذا الواقع، طالب بعض المثقفين والأدباء بفصل الأدب الفلسطيني عن غيره.. وتميز الأدب الفلسطيني بالحضور الطاغي لعناصر النكبة والمقاومة والعودة، وشارك الفلسطينيين بحضور هذه العناصر في أدبهم عددٌ من الكتّاب والأدباء والشعراء العرب المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وشهدت حينها بيروت أكبر تجمع للأدباء العرب في مدينة واحدة، حيث ضمت معظم الأدباء المتضامنين مع القضية الفلسطينية.
المصيبة والخطيئة التي ارتكبتها السلطة أنها تسببت بتراجع الحالة الثقافية من خلال قتل أهم ميزة من ميزات الأدب الفلسطيني؛ ميزة المقاومة. بل باتت الإشادة بالمقاومة تضع الكاتب في دائرة الشك تحت المجهر وفريسة للعيون والمخبرين.
إزاء هذا الواقع فترت همة الكتّاب المبدعين، وهم الذين كانوا يتحدّون الاحتلال بنتاجهم الأدبي والشعري عبر تكريس آرائهم الرافضة للاحتلال والداعية للمقاومة، وبعد أن كانوا يطبعون الكتب على نفقتهم الخاصة (مؤمنين بالدور الذي يقومون به، وأنه يستحق الكلفة لأن مردوده سيكون كبيراً عبر جمهور يؤمن بمشروع المقاومة وسلطة لا تمنع هذا المشروع)، تحوّل بعضهم إلى موظفين يتلهّون بتفصيلات وبيروقراطية الوظيفة الحكومية، بكل ما فيها من عقبات في وجه الإبداع.
ومما يزيد الطين بلّة، أن إقامة السلطة أفقدت الكتّاب زمام المبادرة أولاً، فاتكلوا على ما يمكن أن تقوم به وزارة الثقافة، ووقعوا ثانياً تحت عامل الإحباط الذي تسببت به السلطة وفسادها، حيث سلبهم نهج المقاومة كأسلوب من ناحية، وخيب من ناحية ثانية آمالهم وحطم أحلامهم الكينونية، حين رأوا بعد سنين طويلة من الجهاد المرير نتيجة مخيبة من أساليب الحكم والاستقلال والتنمية على مستوياتها المختلفة، وعلى رأسها التنمية الثقافية.. فوقف المثقف حائراً بين حلم متحطم وسلاح مسلوب، فلا حلمه تحقق ولا سلاحه بقي في يده ليتابع بناء هذا الحلم الموعود الذي طالما حلم به أغنيةً وقصيدةً وروايةً وفناً.
والسلطة التي صبّت جلّ اهتمامها في تعزيز قوتها وسطوتها، وتمكين أجهزتها الأمنية في الرقاب، ستضع الثقافة بالتأكيد في آخر سلم أولوياتها، بل في صدارة المتّهمين بالتآمر على مشروعها.
وبقتل روح المقاومة في الأدب الفلسطيني والثقافة الفلسطينية، بات الأدب التافه هو عنوان مرحلة السلطة الفلسطينية، وبات الأدباء اللامعون هم أولئك الذين يمدحون ويبجّلون، والذين ألغوا النقد الأدبي والنقد الفكري والسياسي من قاموسهم لصالح قاموس يحتكم إلى السلطة ومديح تجربتها.
كما إن السلطة لم تعمل على تطوير برنامج ثقافي يوحّد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، فاقتصر على اهتمامها شريحة جزئية تمثل المستفيدين من الاتفاقات والتسوية.
وأدى اتفاق أوسلو إلى فصل الفلسطينيين عن محيطهم العربي، وثبّتت السلطة ثقافة الشقاق بين الأدب الفلسطيني ومحيطه العربي. وكرّست التعصب والقبلية في المحاولات المشرقة من بعض الكتّاب الكبار، عدا عن مشكلة اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين ومحاولات توحيده.
وقد طوّرت أجهزة الأمن في السلطة مهماتها وابتدعت رقابة على الكتب والصحف والمجلات والإذاعات وخطب الجمعة.. حتى الشعر. وتعرض عدد من مكاتب الفضائيات للتخريب، وبعض المراسلين للضرب على أيدي أجهزة الأمن. وبات شائعاً أن يسجن شاعر بسبب قصيدة أو نص.

...ماذا بعد؟...

لقد وقعت الثقافة الفلسطينية في ظل السلطة في منطقة ضيقة بعيدة عن انتمائها العربي، وبعيدة عن مشروعها الثقافي المقاوِم.. في محاولة للتماهي مع الواقع السياسي والسلطوي المرّ، وفقدت القيم الأخلاقية التي يجب أن تكون رائدتها وتغيرت عناصر الأدب ومادته (فحلّت النفعية مكان الإخلاص، والمصالح مكان الحب، والسياسة مكان القيم الدينية، والواقعية السياسية مكان الوطنية، والتنازل مكان الصمود، والدهاء مكان الشجاعة، والادعاء مكان الرجولة). أمام كل هذه التغييرات، أين موقف المثقف الفلسطيني صاحب المشروع الريادي من أجل الصمود والتحرير؟ وكيف سيقود المجتمع إلى التصحيح؟
لن يتمكن المثقف الفلسطيني من القيام بدوره الحقيقي ما لم يبتعد عن السلطة ومغانمها ومغارمها. وما تسببت به السلطة من ربط وتشبيك هؤلاء المثقفين بالترغيب والترهيب، وإشعارهم بالحاجة المادية لها جعلهم يدورون في فلكها، ويسبّحون باسمها.
وبقدر اتساع الفجوة بين السلطة والمجتمع الفلسطيني، اتسعت الفجوة بين مثقفي السلطة وهذا المجتمع، الأمر الذي يحبس المثقف في هامش ضيق لا يستطيع الخروج منه ما لم تسمح له السلطة بذلك، بما يضمن لهذه السلطة عدم قيادة المثقفين لمشروع جدي ضد الإهمال الذي تسبب به.
في الحال الذي وصلنا إليه، نرى أنه على المثقفين أن يزيدوا ويوسعوا المسافة بينهم وبين السلطة حتى يستحقوا قيادة المشروع الثقافي الفلسطيني المبني على التناغم مع المحيط العربي، والذي يستعيد زمام القيم الأخلاقية والإنسانية التي ينبغي أن يبنى عليها المجتمع الفلسطيني، ومشروعها الموعود.. وعلى رأس هذه القيم مفهوم وثقافة المقاومة بمنظومته المتكاملة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التربوية.
وبغير هذا لن يعود المثقف إلى ركب القيادة الحقيقية!!


تحياتي

جروح الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.7war.c.la
 
ثقافة فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماذا تعني لك كلمة فلسطين؟؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حوار للطفولة :: زاوية فلسطينيات :: زاوية الثقافة الفلسطينية-
انتقل الى: